الشاعر الجزائري عادل صياد يدخل في إضراب عن الحياة
ألّب ضدّي ما يسمى المجتمع المدنيّ وأعطى تعليمات صارمة لمدرائه التنفيذيين لمقاطعة الإذاعة. ولم يحرّك مسؤوليّ ساكنا رغم التقارير الشفهية والكتابية التي وافيت بها إدارتي المركزية
الجزائر في: 26 أكتوبر 2010
بيان
إضراب عن الحياة

أدخل بدءا من اليوم الثلاثاء 26 أكتوبر 2010، بدار الصحافة «الطاهر جاووت»، بالجزائر العاصمة، في اعتصام وإضراب عن الحياة احتجاجا على البطش والتّنكيل بمساري المهني من لدن مدير تنسيقية الإذاعات الجهوية والمدير العام للإذاعة الجزائرية، بناء على التقارير الكاذبة التي رفعها بعض ولاة الجمهورية ضدي، بسبب رفضي الرضوخ لنزواتهم والاستسلام لحاشيتهم الفاسدة. وأخصّ بالذّكر "م.ط" والي ولاية "سوق أهراس" الأسبق، و "ح.ك". والي ولاية "الطارف" المخلوع.
وإذ أندّد بمثل هذه التدخّلات السافرة للإدارة المحليّة، في شأن مؤسّسة إعلامية عمومية وفرض وصايتها عليها، فإنّني أندّد كذلك بانصياع مسؤولي الإذاعة لأمزجة بعض الولاة، دون التحقّق من افتراءاتهم، مثلما سبق وأن تعرّضت له مع والي سوق أهراس الأسبق، الذي فشل في تحويل الإذاعة إلى مدجنته الخاصة فألّب ضدّي ما يسمى المجتمع المدنيّ وأعطى تعليمات صارمة لمدرائه التنفيذيين لمقاطعة الإذاعة. ولم يحرّك مسؤوليّ ساكنا رغم التقارير الشفهية والكتابية التي وافيت بها إدارتي المركزية.
وقد فوجئت أثناء إشرافي على مشروع إذاعة الطارف، وأنا محروم من كلّ وسائل العمل والاستقرار خلافا لزملاء آخرين، بأنّ الوالي المخلوع مؤخرا رفع تقريرا إلى السيّد المدير العام يطلب فيه تنحيتي لأسباب ما زلت إلى غاية هذه اللحظة أجهلها. ونظرا لما لحقني من أضرار مادية ومعنوية جراء ذاك التقرير، ورفْض المدير استقبالي لاستيضاح ما يجري، فإنّني أطالب بما يلي:
- نسخة من هذه التقارير إن وجدت كما أبلغني بالأمر شفويا مدير تنسيقية الإذاعات الجهوية، قصد الشروع في مقاضاة الواليين المخلوعين عن جرم القذف و تحطيم مساري المهني أمام العدالة الجزائرية السيّدة.
- نسخة من التقرير الذي وافيت به المدير العام للإذاعة في أكتوبر 2009، وشرحت فيه براءتي، وأدائي الكامل لمهمّتي في الطارف على خلاف ما يكون الوالي قد اتّهمني به باطلا. وأشكّ في أنّ تقريري ذاك قد قرئ أو أُخذ بعين الاعتبار.
- فتح تحقيق حول تسييري المالي لكلّ الإذاعات التي أدرتها، وكشف ما أكون قد ارتكبته من أخطاء مهنيّة حتى يتمّ تهميشي والتنكيل بمساري ومستقبلي المهنيين بهذه الطريقة الشنيعة وغير الأخلاقية.
لقد تشرّفت بالعمل في مؤسسة الإذاعة الجزائرية منذ سنوات الإرهاب والجنون، حيث رفعت صوتي عاليا وصادحا بجزائر الصّمود في وجه الإرهاب الغاشم، وجزائر الوئام والمصالحة، وتشرّفت بمرافقة فخامة رئيس الجمهورية في خرجاته الميدانية مطلع عهدته الأولى، وفي بعض نشاطاته الإقليمية، وشرفي الأكبر أنّني ابن مجاهد وضابط سام متقاعد من صفوف الجيش الوطنيّ الشعبيّ، هذه المؤسسة التي انتسبت إليه في زمن الإرهاب لأداء خدمتي العسكرية برتبة ملازم احتياطي. ومثلما قاومت الإرهاب بقلمي وصوتي في الإذاعة، فإنّني لم أتأخّر عن رفع سلاحي بوجهه، مثلما لم أتأخّر يوما، في إطار عملي بالإذاعة عن الالتزام بقضايا الخدمة العمومية، وشرح برامج التنمية الوطنية، ولفت الانتباه إلى قضايا الناس وحقّهم المشروع في العزّة والكرامة.
وإذْ أتحدّى بصوت عال أيّا من مسؤوليّ، إن كنت وظّفت بالإذاعة خلال مساري العملي كلّه أيّا كان من أقاربي، على خلاف من فعلوا ذلك، فإنّني لن أتراجع عن حقّي في الحياة وفي الإضراب عن الحياة حتى الموت، إلى أن تأخذ العدالة مجراها، ويحاسب كلّ من ساهم في تشريدي، وفي تكسير مساري المهنيّ والاجتماعي. وحسبي الله ونعم الوكيل.
عادل صياد
صحفي بإذاعة عنابة
مدير سابق لإذاعات الوادي وتبسة وسوق أهراس
رئيس مشروع إذاعة الطارف سابقا
كاتب أصدر خمس مؤلفات
كاتب عمود بالصحافة المكتوبة




