«بوكبة» أيضا يستحق أن يعيش بكرامة

نموت
هْنا
وما
نهاجرش
أفادت أخبار من العاصمة الجزائرية أن أربعة كتاب لا يزالون في قسم الشرطة بعد أن تم اقتيادهم إلى قسم شرطة بسبب احتجاجات قاموا بها أمام مقر التلفزيون الجزائري.
والكتاب الموقوفون هم: «سعيد خطيبي»، «مصطفى بلفوضيل»، «حكيم عداد» و«عدلا مدي». وهؤلاء كانوا يساندون الشاعر والإعلامي «عبد الرزاق بوكبة» المضرب عن الطعام، منذ يوم أمس 2 ماي احتجاجا على طرده من وظيفته في مؤسسة التلفزيون الجزائري.
وكان الشاعر والإعلامي «عبد الرزاق بوكبة» (33 سنة)، المضرب عن الطعام أمام دار الصحافة «الطاهر جاوت» بوسط العاصمة الجزائرية قد أصدر بيانا، في شكل رسالة إلى الرئيس الجزائري «عبد العزيز بوتفليقة»، بعنوان: "سيدي الرّايس: نموت هْنا وما نهاجرش"، وسرد «بوكبة» في بيانه قصة دخوله إلى الجزائر العاصمة من قريته بـ «برج بوعريريج» مطلع العشرية الحالية، مذكرا بأن ذلك تزامن مع عودة «عبد العزيز بوتفليقة» إلى البلاد رئيسا منتخبا، وخاطب «بوكبة» الرئيس:
(لكم أن تتصوروا المعاناة التي تنتظر شابا بطالا لا يعرف أحدا ولا يعرفه أحد في مدينة كالجزائر العاصمة، لكن رغبتي الملحة في أن أساهم في رسم ملامح الصورة الجديدة للجزائر الجديدة، ساعدتني على الصمود في وجه تلك المعاناة بكل تجلياتها ومسببيها، فانخرطت بكل جوارحي في النضال الثقافي الرامي إلى نفض الغبار عن الثقافة الوطنية بكل وجوهها واتجاهاتها وجهاتها، حيث كانت الانطلاقة باتحاد الكتاب الجزائريين عام ألفين واثنين ثم المكتبة الوطنية الجزائرية فالإذاعة الوطنية فالتلفزيون الجزائري الذي كان التحاقي به نهاية عام 2005 حلما تمتد جذوره إلى طفولتي في القرية: أن أصبح منشطا، ولأن الحلم أصبح واقعا، فقد عملت على أن تكون برامجي منبرا حقيقيا للسؤال الثقافي الحقيقي المُواكب لرهانات الثقافة الوطنية في الداخل والخارج، رغم العراقيل التي كانت تعيق عملي من قبيل أنني لم أتلق مستحقاتي المالية إلا مؤخرا أي بعد ثلاثة وعشرين شهرا كاملا، لكنني لم أتراجع ولم أندم على خياري: النضال ثقافيا بعيدا عن أي تحزب ما عدا التحزب للجزائر، من أجل عودة ثقافية جزائرية إلى الواجهة بالموازاة مع عودتها السياسية، فهل تمّ تثمين ذلك من طرف إدارة التلفزيون بتوظيفي أو إبرام عقد معي يفضي إلى التوظيف مثلما وعدني كاتب الدولة لدى رئيس الحكومة المكلف بالاتصال، الواقع أنهم أوقفوا برامجي ومنعوني من الدخول إلى المؤسسة التي صنعت أعراسها الثقافية خمس سنوات كاملة وكأنني واحد من المجرمين، في الأسبوع نفسه الذي حصلت فيه على درع الريادة العربية في التنشيط التلفزيوني بالأردن، ما خلق لدي إحساسا "بالحقرة" والغبن جعلني أقرر ـ بعد وساطات كثيرة باءت كلها بالفشل ـ أن أشن إضرابا مفتوحا عن الطعام يوم الأحد 02 ماي 2010 بدار الصحافة «الطاهر جاوت» رحمه الله مطالبا بتوظيفي رسميا، أما عودتي إلى الشاشة فهي من صلاحيات المؤسسة التي لا أتدخل فيها).
وذيل الشاعر والصحفي «عبد الرزاق بوكبة» بيانه بقائمة لرصيده من الأعمال التلفزيونية والإذاعية وكذا الجوائز التي حصل عليها.
وقد أنشأ عدد من الكتاب الجزائريين والعرب مجموعة على موقع «الفيس بوك» تعنى بدعم «بوكبة» حتى يحصل على مطالبه، وتحمل هذه المجموعة اسم («بوكبة» أيضا يستحق أن يعيش بكرامة).
وذكرت مصادر موثوقة أن الكتاب الأربعة الموقوفين ينتمون إلى حركة تسمى «بزاف» وهي كلمة باللهجة المحلية ومعناها «كفى». ويشهد الوسط الثقافي الجزائري حوارات ساخنة على صفحات «الفايس بوك» لفتت أنظار الجميع، لحدة خطابها ولجرأتها في الطرح، ولاعتمادها أسلوب السخرية من الأوضاع التي تشهدها البلاد، وكان مجموعة من الشعراء قد نشروا إعلانا بممتلكاتهم ضمنوه أبسط الأشياء وبالتفصيل، في إشارة واضحة إلى تنامي ظاهرة الفساد في الأوساط السياسية الجزائرية.



